يديعوت أحرونوت: جبهة لبنان وانسحاب “حزب الله” لما وراء الليطاني
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مقالًا للخبير في التحليل الاستراتيجي العسكري والأمن القومي والباحث في معهد القدس عمر الدوستري، رأى فيه أنّه يتعين على إسرائيل أن تخوض حربًا مع “حزب الله” من أجل توفير الأمن للمستوطنين، وقلّل من أهمية الطلب من الحزب أن ينسحب إلى شمال الليطاني، معتبرًا أنّها “فكرة قديمة وساذجة، ولا تقدم حلاً طويل الأمد، لأنّ حزب الله سيبقى ممتلكًا لمئتي ألف صاروخ وأسطول من الطائرات بدون طيار وقدرات مراقبة متقدمة، وسيستمر في تحديث أنظمة الدفاع الجوي وتعزيز وجوده العسكري في لبنان”.
ولفت الكاتب إلى أنّ الجبهة الرئيسية لإسرائيل الآن أصبحت في لبنان. وبعد إجلاء حوالى 80 ألف مستوطن إسرائيلي من المنطقة الشمالية، تشير التقارير الإعلامية والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين إلى أنّ تل أبيب تهدف إلى حل الصراع المحدود مع حزب الله من خلال اتفاق دبلوماسي، أقرب إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، ويقضي بانسحاب الحزب عدة كيلومترات من الحدود الجنوبية، ودفع عناصره إلى ما وراء نهر الليطاني. وفي الوقت نفسه، صرح رؤساء البلديات والمقيمون في الشمال أنهم لن يعودوا إلى مستوطناتهم حتى توفر لهم إسرائيل حلاً مستدامًا.
وبرأي الكاتب، حتى لو نجحت إسرائيل في إبعاد حزب الله عدة كيلومترات عن الحدود من خلال وسائل سياسية أو عسكرية، فإن مثل هذه الخطوة ستكون بعيدة عن إيجاد حل للتهديد.
وأشار الكاتب إلى أنّه يتعين على إسرائيل أن تعيد تقييم استراتيجيتها الأمنية ليس في الجنوب فحسب، بل في كل المناطق، ولا ينبغي لإسرائيل أن تفترض أن حزب الله سيوافق على الإخلاء طوعاً، وحتى لو فعل ذلك، فليس هناك ما يضمن أنه لن يعود إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
ورأى الكاتب أنّه يجب أن تتحوّل إسرائيل من استراتيجية الردع كما كانت الحال في حرب لبنان الثانية إلى استراتيجية الحسم وأن تكون جزءاً من حرب شاملة تشمل الجنوب والمدن. ولفت إلى أنّ ضبط النفس كان جزءاً من اتفاق غير رسمي مع إدارة بايدن، التي سعت إلى منع الحرب في لبنان، وزعمَ أنّه إذا لم ينسحب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني من خلال الجهود الدبلوماسية، فإنّ إسرائيل سوف تحظى بالشرعية الأميركية لخوض حرب واسعة النطاق.