Atlantic Council: درون لم ترصدها إسرائيل والماس مع الحزب.. ماذا عن الحرب؟
تطرّق نيكولاس بلانفورد، الزميل بالمجلس الأطلسي في مقاله إلى التصعيد الحاصل بين حزب الله وإسرائيل، من دون وجود نهاية واضحة في الأفق، على الرغم من المساعي الديبلوماسية الدولية للتوصّل إلى حل يعيد الهدوء إلى المنطقة.
واستعرض الكاتب التطورات الأخيرة على الساحة الجنوبية، وصولًا إلى الغارة التي طالت الغازية، موضحًا أنّ المعركة بين الحزب والجيش الإسرائيلي لا تزال أقل بكثير من الوصول إلى العتبة التي يمكن أن تعجل بالحرب، وأشار إلى أنّ حزب الله في وضع رد الفعل، حيث يصعّد فقط رداً على زيادة وتيرة الهجمات الإسرائيلية أو عندما تقع خسائر في صفوف المدنيين اللبنانيين. وأضاف أنّ تصرفات حزب الله تثبت بوضوح أنه وإيران ليس لديهما الرغبة في خوض حرب واسعة النطاق مع إسرائيل، وينفذ الحزب ما يصل إلى ست هجمات يوميًا، بناءً على البيانات اليومية التي يُصدرها، حيث تكون الأهداف المواقع الحدودية الإسرائيلية.
وعلى الرغم من الخسائر التي مُنيَ بها الحزب خلال أسابيع الصراع الأولى، إلا أنّ “معنويات المقاتلين لا تزال مرتفعة”، وفقًا لما نقله الكاتب عن مصادر مقرّبة.
كما أدخل حزب الله أنظمة أسلحة جديدة إلى ساحة المعركة، بهدف إبقاء الجيش الإسرائيلي في حالة من عدم التوازن ولإظهار قدراته الجديدة أيضًا. ففي أوائل تشرين الثاني 2023، شنّ هجومه الأول على نقطة حدودية إسرائيلية بصاروخ بركان المكوّن من برميل معبأ بما يتراوح بين 100 و500 كيلوغرام من المتفجرات شديدة الانفجار، وعلى الرغم من أن مداه يبلغ 10 كيلومترات فقط، إلا أنه يتمتع بقوة فعالة.
وتشمل الأنظمة الأخرى الصاروخ الثقيل قصير المدى فلق-1 الذي يصل مداه إلى 10 كيلومترات ويحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 50 كيلوغرامًا وهو سلاح استخدمه في حرب تموز 2006 مع إسرائيل. في الأسابيع الثلاثة الماضية، أظهر الحزب للمرة الأولى، نظام الماس المضاد للدبابات، وهو نسخة إيرانية معدلة من صاروخ سبايك الإسرائيلي بمدى يتراوح بين 8-10 كيلومترات. وقد استخدم “حزب الله” هذا النظام في ثلاث هجمات منفصلة، استهدفت رادارات موقعين حدوديين إسرائيليين ودبابة ميركافا في موقع استيطاني آخر. وميزة الماس هي أنه يحتوي على كاميرا مثبتة في المقدمة، مما يسمح لمشغله بإطلاق الصاروخ بدون الحاجة إلى رؤية الهدف مباشرة. يمكن تثبيت الصاروخ مسبقًا على هدفه أو توجيهه نحو الهدف أثناء الطيران عبر الكاميرا ووصلة الألياف الضوئية.
كما استخدم حزب الله طائرات بدون طيار في الهجمات ومهام الاستطلاع. في 24 كانون الثاني، أرسل حزب الله طائرة بدون طيار إلى الجليل الأعلى لمراقبة بطارية القبة الحديدية المضادة للصواريخ بالقرب من كفار بلوم، ولم يرصدها الجيش الإسرائيلي، واستخدم حزب الله اللقطات لشن هجمات بطائرات بدون طيار في اليوم التالي ضد البطارية ومنشأة للدفاع الجوي.
وبعد الحديث عن التطورات وترسانة “حزب الله”، لفت الكاتب إلى أنّ إسرائيل لا تسعى إلى خوض حرب مع “حزب الله”، لكنها صعدت بشكل مطرد هجماتها ضده من حيث التكرار، ومدى الأهداف، والعمق في لبنان.
وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط من حوالي ثمانين ألفاً من مستوطني شمال إسرائيل الذين أخلوا منازلهم ويرفضون العودة ما لم يتم إبعاد حزب الله عن الحدود. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية يوم 16 شباط أن 71% من المستطلعين يؤيدون شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق لإبعاد الحزب.