يديعوت أحرونوت: هذا ما يعنيه الاستسلام لنصرالله
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالًا للعميد في الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، أمير أفيفي، وهو مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي تطرّق فيه إلى الأوضاع في غزة وجنوب لبنان وبعض الدعوات في إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية.
وأشار أفيفي إلى أنّه “ينبغي على القيادات الأمنية في إسرائيل التي تقرأ خارطة التطورات الاعتراف أيضًا أنّ النظام لم يكن مستعداً بشكل كافٍ لما حصل في السابع من تشرين الأول 2023″، معتبرًا أنّ “تحقيق النصر في غزة” على حدّ تعبيره “سوف يخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية على أفضل وجه، ليس فقط في قطاع غزة ولكن أيضًا تجاه لبنان والمنطقة”.
وذكر أنّ بعض القيادات الإسرائيلية تدعو تل أبيب إلى إنهاء المهمة في قطاع غزة، من خلال عدم الاستيلاء على رفح وممر “فيلادلفيا” (محور صلاح الدين الرابض على الحدود بين مصر وقطاع غزة)، ويقولون إنّ قيام إسرائيل بذلك لن ينهي الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن فحسب، بل سيؤدّي إلى تجنب حرب غير ضرورية في لبنان. واعتبر أنّهم يستندون بذلك إلى تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الأخيرة التي تُترجم بأنّه “من أجل تجنب الحرب مع لبنان، يتعين على إسرائيل الانسحاب من غزة وترك حماس”.
وردّ أفيفي زاعمًا أنّ الجيش الإسرائيلي يتقدّم في خان يونس ويستعد لمرحلة حاسمة في الحرب – معركة رفح التي يدعو البعض إلى التخلي عنها والعودة إلى ما قبل 7 تشرين، مشيرًا إلى الموقف الأميركي، حيث قال: “حتى من خلال دراسة تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، يبدو من الواضح له أيضًا أنّ إسرائيل ستُكمل المهمة. بعدما كانت واشنطن تحذر إسرائيل من شن أي عملية في رفح، اتجهت إلى التأكيد على أنّ “أي عملية عسكرية لا ينبغي لها أن تستمر من دون خطة جديرة بالثقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة المدنيين في رفح”، مدعيًا أنّ الجيش الإسرائيلي عرضَ خططاً لبناء “مدن خيام” واسعة شمال رفح لتوفير ممر آمن وملجأ للمدنيين.
وذكّر أنّ “الموقف الانهزامي دفعَ القادة الإسرائيليين إلى إبرام اتفاق الغاز الكارثي مع لبنان في تشرين الأول 2022. وخلافًا لأي منطق، أدت شروط نصرالله الواضحة إلى استسلام إسرائيل لمنطقة بحرية أكبر من تل أبيب تجنبًا للحرب و”لشراء الصمت” للأشهر التالية”.
وفي نهاية مقاله، اعتبر الضابط الإسرائيلي أنّ “الاستسلام لشروط نصرالله وحماس في غزة بالانسحاب سوف يدفع فكرة السلام مع المملكة العربية السعودية بعيداً أكثر من أي وقت مضى. وأنه يتعين على إسرائيل أن تنهي المهمة في غزة والقضاء على مجموعات حماس”.
الصورة: حسين ملا/AP