نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالًا أشارت فيه إلى أنّ إيران، التي تشعر بالقلق من توسع الحرب، تحثّ وكلاءها على تجنب استفزاز الولايات المتحدة. وتطرّقت الصحفية إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت مؤخرًا، وعرضت الرسائل التي تُقال بالعلن، وما تسعى إليه إيران في الكواليس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المنطقة أنّ “إيران تحث حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى على ضبط النفس ضد القوات الأميركية، على الرغم من حرصها على عرقلة المصالح الأميركية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، وذلك لأنّها تتجنّب إثارة مواجهة مباشرة”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ عبد اللهيان قال من بيروت “إنّ إسرائيل تسعى إلى إغراق الولايات المتحدة في مستنقع الحرب في الشرق الأوسط”، لكنّ ما هو غير مُعلن هو أنّ المبعوثين الإيرانيين يعتمدو نبرة أكثر اعتدالًا في السر، ففي الوقت الذي يشيدون فيه بتضحيات “حزب الله”، إلا أنّهم يعتبرون أنّ الحرب مع إسرائيل ستشكّل مخاطرة بمكاسب ثمينة في المنطقة، بحسب الصحيفة.
أمّا رسالة طهران فمفادها: “نحن لسنا حريصين على إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي سبب لشن حرب أوسع على لبنان أو في أي مكان آخر. إنّ محور المقاومة ينتصر، لقد حوّلت الحرب في غزة تركيز العالم مرة أخرى إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعقّدت خطط المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
لكنّ المسؤولين حذروا من أنّ هذه المكاسب قد تضيع إذا فتحت إسرائيل جبهة أخرى في لبنان.
وعندما شنت القوات الأميركية ضربات هذا الشهر على الجماعات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق، حذرت طهران علناً من أنّها مستعدة للرد على أي تهديد. ولكن في السر، يحث كبار القادة على توخي الحذر، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين وعراقيين.
وتابعت الصحيفة: “حتى يوم السبت، لم تهاجم المجموعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا القوات الأميركية منذ أكثر من 13 يومًا، وهو هدوء غير عادي منذ بدء الحرب في غزة في تشرين الأول 2023، وأتى تعليق إطلاق النار في أعقاب مقتل مسؤول كبير في كتائب حزب الله في غارة أميركية نُفذّت بطائرة بدون طيار في بغداد”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع القوات المدعومة من إيران هناك: “إنّ إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
الصورة الرئيسية لـLISI NIESNER | رويترز.
