WSJ: ماذا يفعل قائد “محور المقاومة”؟
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالًا تطرّقت فيه إلى الأوضاع الساخنة في الشرق الأوسط، والدور الذي يلعبه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني بعد اغتيال سلفه قاسم سليماني، القائد العسكري الأكثر شهرة في الشرق الأوسط، الذي رأسَ شبكة من المجموعات الإقليمية التي وسعت على مدى عقدين من الزمن النفوذ العسكري الإيراني في العالم العربي.
ولفت كاتب التقرير سوني إنجل راسموسن وهو مراسل يغطي شؤون أفغانستان وإيران وشمال أوروبا لصحيفة وول ستريت جورنال إلى أنّ الرجلين مختلفان، وأنّ قآني يواجه اليوم مهمة جديدة وصعبة تتمثل في الاستعانة بالشبكة الإقليمية المسلحة لتوسيع بصمة إيران، ولكن بدون التسبب بانتقام مدمر من الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب أنّ قآني عملَ بهدوء على توحيد المجموعات المختلفة التي تعمل تحت إشراف إيران من بغداد إلى البحر الأحمر، منذ تسلمه دفة القيادة. ورأى أنّ الردّ الأميركي على مجموعات مدعومة من إيران في سوريا والعراق بعد مقتل ثلاث جنود أميركيين في الأردن، كان رسالة موجهة بشكل مباشر إلى قآني، فحواها: “تراجع”.
ونقل الكاتب عن محلل غربي، مسؤول أمني ومسؤول لبناني كبير ومستشار للحرس الثوري الإيراني أنّ قائد فيلق القدس أمضى أسابيع وهو يتنقل بين المجموعات المدعومة من إيران ليطلب منها التأكد من أنّ هجماتها ضد إسرائيل والقواعد الأميركية ليست شديدة لدرجة أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إشعال حرب إقليمية أوسع.
وهنا ذكّر الكاتب بتحذير وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي قال: “لم نرَ وضعًا خطيرًا مثل الذي نواجهه الآن في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1973 على الأقل”.
من جانبه، أشار راي تقية، الخبير في شؤون الحرس الثوري الإيراني في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أميركي إلى أنّ “قاآني يسعى إلى ربط حلفاء إيران المتباينين ببعضهم البعض بشكل أوثق على المستوى العملياتي”.
توازيًا، لفت أراش عزيزي، المؤرخ في جامعة كليمسون، ساوث كارولينا، إلى أنّ “هذا ينطبق بشكل خاص على المجموعات العراقية، فقد بنى سليماني علاقة معهم على مر السنين وكان يحظى باحترام كبير منهم، أمّا قآني فيفتقر إلى الكاريزما وتاريخ العلاقة مع هذه الجماعات العراقية وغيرها من الجماعات العربية، ونتيجة لذلك، فإن قآني يعمل لإبقاء الجماعات العراقية تحت السيطرة والتوافق مع المحور الأوسع. والمشكلة نفسها موجودة فيما يتعلق بالحوثيين الذين يتمتعون بعقلية أكثر استقلالية”.
ومع وجود الشرق الأوسط على شفا ما يمكن أن يكون صراعًا أوسع، يعمل قآني ومسؤولون إيرانيون آخرون على ضمان عدم قيام مجموعاتهم بإثارة المزيد من الهجمات. كما أنّ مسؤولين إيرانيين سافروا إلى العراق لإبلاغ حلفائهم هناك بأن الهجوم تجاوز الحدود بقتل جنود أميركيين، وفقًا لمستشار للحكومة الإيرانية شارك في الاجتماعات.
وقال عزيزي إن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم لم يروا بعد أدلة على أن إيران أمرت بالهجوم، وأن إيران لن تكسب أي شيء من قتل القوات الأميركية.
مصدر الصورة الرئيسية MORTEZA NIKOUBAZL/ZUMA PRESS.