FT: السويد تنضم إلى “بحيرة الناتو” على عتبة موسكو
أفادت صحيفة “الفايننشال تايمز” أنّه من المقرر أن تنضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الخميس، مما يعني أن التحالف الدفاعي الغربي قد حاصر تقريبًا بحر البلطيق بأكمله، وهو طريق مهم لتجارة النفط بالنسبة لروسيا وموطن لأحد أساطيلها.
وقال كريشانيس كارينش، وزير خارجية لاتفيا والمرشح المعلن لرئاسة الناتو: “يتحول بحر البلطيق إلى بحيرة تابعة لحلف شمال الأطلسي”.
بعدما أصبحت رسميًا العضو الثاني والثلاثين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خلال حفل أقيم في واشنطن، جلبت السويد معها جزيرة جوتلاند في وسط البلطيق – والمعروفة باسم “حاملة الطائرات العملاقة” – مما يجعل الدفاع عن دول البلطيق الثلاث الصغيرة أسهل.
كان انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي أمراً غير وارد قبل ثلاث سنوات. ولكن عندما بدأت الدبابات الروسية بالتقدم نحو كييف في شباط 2022، استيقظت دولتا الشمال على ما يمكن أن تفعله موسكو بجيرانها الذين ليسوا أعضاء في التحالف العسكري. واكتمل انضمام فنلندا العام الماضي، في حين أرجأت تركيا والمجر عرض ستوكهولم، بحسب “الفايننشال تايمز”.
من جهته، قال رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت إن انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي “سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق على الدفاع والردع في شمال أوروبا”.
كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن خطط لإعادة تنظيم الجيش الروسي وتعزيز القوات في المنطقة “لتحييد التهديدات التي نشأت من عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي إن “كل العقود الطويلة من حسن الجوار ذهبت سدى” لأن الجيش الأمريكي “لديه الحق في فعل ما يريده في السويد – زيارة أي موقع وإنشاء أي موقع خاص به”. وأضاف أن رد روسيا سيشمل “أنظمة إضافية ستكون مناسبة للتهديدات التي قد تظهر على أراضي فنلندا والسويد”.
وبحسب الصحيفة فإن مصالح روسيا في بحر البلطيق اقتصادية وعسكرية على حد سواء. وتشحن مدينة سانت بطرسبورغ، التي تمتلك مصافي نفط كبيرة، صادراتها عبر خليج فنلندا عبر بحر البلطيق. ويُعد جيب كالينينجراد الروسي، الواقع بين بولندا وليتوانيا، موطنًا لأسطول البلطيق الروسي وصواريخ إسكندر الباليستية ذات القدرة النووية. وهددت روسيا بتغيير الوضع “غير النووي” للمنطقة في الماضي لكنها لم تذكر ما إذا كانت الأسلحة تحمل رؤوسًا حربية نووية.
وفي حالة نشوب صراع، كانت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا حتى الآن تعتمد بشكل شبه حصري على تأمين التعزيزات والإمدادات عبر Suwałki Gap، وهو شريط ضيق وعرضة للخطر يبلغ طوله 100 كيلومتر يفصل دول البلطيق عن بولندا. ومن خلال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، توفر السويد إمكانيات جديدة عبر البحر، حيث تقع جوتلاند على بعد أقل من 200 كيلومتر من ساحل لاتفيا.