يديعوت أحرونوت: بايدن لم يعد يصدر شيكات على بياض لإسرائيل
توقفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عند المعلومات التي كشفتها وسائل إعلام أميركية عن شحنات الأسلحة الأميركية التي تم تسليمها إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر، إلى جانب تحذير أصدره مسؤولون أميركيون يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تحظر استخدام الأسلحة الأميركية الصنع في عملية إسرائيلية محتملة على رفح.
وفي صحيفة واشنطن بوست، كتب الكاتب ديفيد إغناتيوس يوم الخميس أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس سبل منع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأميركية إذا تعرضت المناطق المأهولة بالسكان حول رفح للهجوم. ولم يتخذ بايدن وكبار مستشاريه قرارًا بعد بشأن هذا الأمر، لكن حقيقة أن كبار المسؤولين يناقشون مثل هذه الخطوات تظهر قلقهم المتزايد بشأن الأزمة الإنسانية في غزة والخلاف مع إسرائيل بشأن العملية في رفح.
وكان مسؤولون أميركيون قد أوضحوا منذ أسابيع أنهم لن يدعموا عملية في رفح بدون خطة واضحة لإجلاء سكانها المدنيين، كما أنّ إحباط واشنطن من استمرار الحرب واضح، ومن هنا جاءت الضغوط لوقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن.
على أي حال، من غير المتوقع تنفيذ عملية برية في رفح في أي وقت قريب، لذلك يبدو تقرير إغناتيوس أشبه ببيان لأغراض العلاقات العامة الداخلية في الولايات المتحدة لإظهار أن إدارة بايدن لم تعد تصدر شيكات على بياض لإسرائيل، وفقًا للصحيفة الإسرائيلية التي أضافت أنّ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان طرحا أسئلة صعبة حول خطة عملية رفح في مناقشاتهما مع عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي الوزير بيني غانتس خلال زيارته لواشنطن هذا الأسبوع.
وبحسب التقارير، تخشى إدارة بايدن من أن تكون عملية رفح “نصف مكتملة” وأن تؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل في القطاع بدون إنهاء الحرب. وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن إنهم لا يرون خطة واضحة لحماية أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى رفح.
وكتب إغناتيوس: “إن أي تقييد لإمدادات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل من شأنه أن يمثل انقطاعًا في العلاقة ويسبب ضجة سياسية”. وأشار إلى أنه إذا قررت إدارة بايدن في نهاية المطاف حظر استخدام الأسلحة الأميركية في عملية رفح، فإنها ستفعل ذلك. ويمكن القول إنها تتصرف على نحو مماثل لاتفاقها مع أوكرانيا، الذي حظرت فيه استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لمهاجمة أهداف في الأراضي الروسية.
وأشار التقرير إلى أنه، وفي إطار جهود إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن قبل شهر رمضان المقبل، وبسبب رفض حماس قبول الصفقة المعروضة، تدرس واشنطن الضغط على قطر لترحيل ممثلي الحركة من البلاد إذا فشلت الجهود. لإقناع نظرائهم في غزة بالموافقة على الصفقة.
حتى الآن، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا عن شحنتين فقط من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل: شحنة قذائف دبابات بقيمة 106 ملايين دولار وشحنة مكونات لتجميع قذائف مدفعية 155 ملم بقيمة 147.5 مليون دولار. وقد أثارت هذه الإجراءات انتقادات عامة في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنّ إدارة بايدن نفذتها باستخدام سلطات الطوارئ لتجاوز الكونغرس.
وقال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنه تم تسليم عشرات الآلاف من الأسلحة إلى إسرائيل في تلك الشحنات، باستخدام إجراءات تهدف في المقام الأول إلى إخفاء حجم المساعدة العسكرية التي تقدمها إدارة بايدن لإسرائيل.