حان وقت رحيل نتنياهو
بعنوان “نتنياهو ومنطقه الدموي يجب أن يرحلا”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالًا أعدّته الكاتبة كارين عطية، أشارت فيه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ مسؤولين أميركيين إنه يعارض إقامة دولة فلسطينية بعد الحرب.
وعندما سُئل الرئيس الأميركي جو بايدن عن رده على ما قاله نتنياهو، نفى أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أبلغ الأميركيين بذلك.
لكن نتنياهو رد على ذلك، قائلا في تغريدة: “لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على المنطقة بأكملها غرب الأردن”، وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية.
وهنا أوضحت الكاتبة أنّه يجب الأخذ بكلام نتنياهو، فهو يترجم رغبة إسرائيل في “السيطرة” إلى أجل غير مسمى، موضحةً أنّه بحال “لم تعرض إسرائيل الحكم الذاتي للفلسطينيين، فيتعين عليها إما أن تهيمن على الفلسطينيين أو تقضي عليهم”، على حدّ تعبيرها، لافتةً إلى أنّ كلام نتنياهو يحمل في طياته الفصل العنصري أو التطهير العرقي. فكيف يمكن فهم هذه الكلمات بأي طريقة أخرى؟
وأوضحت الكاتبة أنّ أمرًا واحدًا يتفق عليه كثيرون في إسرائيل وكذلك أنصار الحرية لفلسطين، ومفاده أنّه “حان وقت رحيل نتنياهو”.
وذكّرت الكاتبة بأنّه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، خرج الإسرائيليون إلى الشوارع للاحتجاج على حكومة نتنياهو. وبعد أن دفع بتشريع من شأنه أن يحد من صلاحيات المحكمة العليا، احتج الإسرائيليون لأكثر من 30 أسبوعًا على التوالي في العام الماضي. وقال أكثر من 1000 جندي احتياطي في سلاح الجو الإسرائيلي إنهم سيعلقون خدمتهم التطوعية احتجاجًا على الضربة التي تعرض لها استقلال القضاء، مما أدى إلى مخاوف من أن تؤثر الخلافات في الجيش على أمن إسرائيل، وفقًا لتقرير تايمز أوف إسرائيل في تموز/يوليو 2023.
وبعد هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر، بدأ المعلقون في إسرائيل يهاجمون فشل نتنياهو المزعوم في الرد بسرعة على الهجوم. في هذا السياق، كتب أوري مسغاف في صحيفة هآرتس “إنّ نتنياهو يتحمل المسؤولية الشخصية عن الفشل الاستراتيجي الذريع الذي سمح لحماس بغزو إسرائيل، والسيطرة على المجتمعات الإسرائيلية ومواقع الجيش، وقتل ما لا يقل عن 1200 مدني وجندي، واختطاف مئات الرهائن، وإلحاق أكبر هزيمة في تاريخ إسرائيل”.
يوم الجمعة الماضي، وقّع أكثر من 40 من مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي السابقين وغيرهم من قادة المجتمع على رسالة تطالب بالإطاحة بنتنياهو.
وأشارت الكاتبة إلى كل من يطلع على مسيرة نتنياهو يعرف أنه سيستخدم أي شيء وأي شخص من أجل البقاء. يتطلب بقاؤه الآن حربًا إلى الأبد؛ فهو لا ينوي السعي إلى السلام، بل فقط “السيطرة”.
وقال غادي آيزنكوت، الوزير الإسرائيلي السابق: “من يتحدث عن الهزيمة المطلقة [لحماس] لا يقول الحقيقة”، وأن “الرهائن لن يعودوا أحياء إلا إذا كان هناك اتفاق، مرتبط بتوقف كبير في القتال”.
نتنياهو ليس أول مسؤول إسرائيلي يرفض التعايش مع الفلسطينيين، سواء في شكل دولة، أو حقوق مدنية داخل دولة مشتركة – بحجة أن التركيبة السكانية من شأنها أن تهدد “الهوية اليهودية لإسرائيل”. وحتى في عام 2005، قبل أن تفوز “حماس” بالانتخابات في غزة، قال رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون: “لا نستطيع أن نتشبث بغزة إلى الأبد. ويعيش هناك أكثر من مليون فلسطيني ويتضاعف عددهم مع كل جيل”.
الصورة الرئيسية لـMenahem Kahana/Associated Press.